ابو العتاهية العنزي ( كَأَنَّكَ قَد جاوَرتَ أَهلَ المَقابِرِ )

ابو العتاهية العنزي ( كَأَنَّكَ قَد جاوَرتَ أَهلَ المَقابِرِ ) نسبه : إسماعيل بن القاسم بن سُويد العنزي ( أبو إسحاق ) من بنو عنزة من ربيعة ( كَأَنَّكَ قَد جاوَرتَ أَهلَ المَقابِرِ ) ....................................... كَأَنَّكَ قَد جاوَرتَ أَهلَ المَقابِرِ هُوَ المَوتُ يا ابنَ المَوتِ إِن لَم تُبادِرِ تَسَمَّع مِنَ الأَيامِ إِن كُنتَ سامِعاً فَإِنَّكَ فيها بَينَ ناهٍ وَآمِرِ وَلا تَرمِ بِالأَخبارِ مِن غَيرِ خِبرَةٍ وَلا تَحمِلِ الأَخبارَ عَن كُلِّ خابِرِ فَكَم مِن عَزيزٍ قَد رَأَينا امتِناعَهُ فَدارَت عَلَيهِ بَعدُ إِحدى الدَوائِرِ وَكَم مَلِكٍ قَد رُكِّمَ التُربُ فَوقَهُ وَعَهدي بِهِ في الأَمسِ فَوقَ المَنابِرِ وَكَم دائِبٍ يُعنى بِما لَيسَ مُدرِكاً وَكَم وارِدٍ ما لَيسَ عَنهُ بِصادِرِ وَلَم أَرَ كَالأَمواتِ أَبعَدَ شُقَّةً عَلى قُربِها مِن دارِ جارٍ مُجاوِرِ لَقَد دَبَّرَ الدُنيا حَكيمٌ مُدَبِّرٌ لَطيفٌ خَبيرٌ عالِمٌ بِالسَرائِرِ إِذا أَبقَتِ الدُنيا عَلى المَرءِ دينَهُ فَمافاتَهُ مِنها فَلَيسَ بِضائِرِ إِذا أَنتَ لَم تَزدَد عَلى كُلِّ نِعمَةٍ خُصِصتَ بِها شُكراً فَلَستَ بِشاكِرِ إِذا أَنتَ لَم تُؤثِر رِضى اللَهِ وَحدَهُ عَلى كُلِّ ما تَهوى فَلَستَ بِصابِرِ إِذا أَنتَ لَم تَطهُر مِنَ الجَهلِ وَالخَنا فَلَستَ عَلى عَومِ الفُراتِ بِطاهِرِ إِذا لَم تَكُن لِلمَرءِ عِندَكَ رَغبَةٌ فَلَستَ عَلى ما في يَدَيهِ بِقادِرِ إِذا كُنتَ بِالدُنيا بَصيراً فَإِنَّما بَلاغُكَ مِنها مِثلُ زادِ المُسافِرِ وَما الحُكمُ إِلّا ما عَلَيهِ ذَوُ النُهى وَما الناسُ إِ&